الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
ads
ads
د : فاطمة عيسى
د : فاطمة عيسى

دكتورة فاطمة عيسى تكتب | مبادرة ساعة الصفر

الأحد 26/أبريل/2020 - 12:17 ص
طباعة


ظهرت كثير من المبادرات للمشاركة الوجدانية في الحملة الوطنية لمكافحة فايروس كورونا ولفت نظري  منذ أيام مبادرة فردية أطلقتها إحدى الفنانات للتعبير عن تضامنها مع الحملة .
 قد لا أتوافق مع ميول صاحبة  المبادرة وبغض النظر عن تحفظي على اسم المبادرة   لكن نشجع كل مبادرة تسعى لتحقيق السعادة والسلامة لبلادنا ولم لا  ونحن في بلد اللا مستحيل وبعون الله نصل الى ماتسعى إليه قيادتنا الاستثنائية ، هذه المبادرة الهدف منها كما أعلن عنها في برامج التواصل الاجتماعي أنها تهدف إلى السعي لخلو الإمارات من فيروس كورونا والوصول بالوطن الى صفر حالة مصابة جديدة لنثبت للعالم أننا على قدر المسؤولية و فوق التوقعات سيرًا على نهج قادتنا بأن الهدف في جميع خطط واستراتيجيات الدولة هو الإنسان قبل كل شيء .
 وعلينا تقع مسؤولية تحقيق أهداف الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا وذلك عن طريق الالتزام في المنزل طواعية للمساهمة في تقليل حالات الإصابة والعمل يداً بيد للوصول إلى حماية كل فرد على أرض الدولة بجهود الفئات المختلفة التي  تسعى لتحقيق السلامة على أرض هذا الوطن  من  الفئات الأمنية والفئات العسكرية  والتعليمية وعلى رأسهم لجنة الأزمات والكوارث في الدولة وجميعها لا تفتر عن تقديم كل السبل لحمايتنا ونحن في بيوتنا.
ومن واجبنا رد الصنيع لهؤلاء الجنود المجهولين فتقع على عاتقنا مسؤولية الالتزام ثم الالتزام ؛ لأننا مقبلون على شهر فضيل  شهر رمضان المبارك شهر العطايا والخيرات والبركات الذي له طقوس دينية واجتماعية ثابتة فلا يحلو  إلا باجتماع مع الأسرة والعائلة الكبيرة على مائدة الإفطار ويتوج هذه الروحانيات صوت المؤذن يدغدغ مسامع الصائمين فتبتهج النفوس طرباً وتستعد لذلك الاجتماع الإيماني واللقاء الوجداني فتفيض عليهم بأنغام تلاوة الإمام في  التراويح  روحانية التذلل بين يدي الرحمن التي لانتصور رمضان بدونها .
فكم تشتاق القلوب إلى دفء الجد والجدة ، وكم تهفو  النفوس لاجتماع الخميس والجمعة في البيت الكبير ؛ لكن طاعة أولي الأمر والمسؤولية الوطنية في المقام الأول، وتطبيقاً للقاعدة الشرعية بأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فإذا كان اجتماعنا فيه شر ويفضي لانتشار الأمراض التي قد تزهق الأرواح البشرية مع أنه في الظاهر فيه مصلحة لنا  إلا أن  الواجب  علينا حينها تركه  لمنع هذه المفسدة.
ولا نكون كمن استهوته الشياطين فتباغته باليأس من روح الله ، يقول ابن القيم في زاد المعاد :  لولا محن الدنيا ومصائبها لأصاب العبد من أدواء الكِبْر والعُجب وقسوة القلب ما هو سبب لهلاكه عاجلاً أو آجلًا فمن رحمة الله أن يتفقد العبد بأنواع أدوية المصائب لتكون حمية له من هذه الأدواء وحفاظًا لصحة عبوديته ..فسبحان من  يرحم ببلائه  و يبتلي بنعمائه.
 ونحن على يقين بأننا بإذن الله سنخرج من هذا التمحيص الرباني إلى العيش في  أجواء الشهر الفضيل ونحن نرفل  بأثواب الصحة والعافية ووطننا قد وصل لصفر حالة جديدة .


بقلم : الدكتورة فاطمة عيسى 
عضو مجلس إدارة
 جمعية الإمارات للتطوع.
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟
ما مدى انتشار واتساع الصحافة الالكترونية بالوطن العربي ؟